ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
تقرير حول الندوة العلمية
شهدت قاعة المجلس العلمي المحلي بمدينة تطوان صباح يوم الخميس 15 رجب 1446ه/ الموافق 16 يناير 2025م، ندوة علمية مميزة بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، أدارها باقتدار الأستاذ محمد أرارو: عضو المجلس، حيث افتتحت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، إيذانًا بانطلاق فعاليات هذا اللقاء الذي جمع بين عبق التاريخ ووهج الفكر.
استهل الأستاذ المهندس نور الدين الشدادي: ممثل النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتطوان، مداخلته بتقديم عرض تاريخي ممتع ومؤثر، سلط فيه الضوء على المحطات البارزة للمطالبة بالاستقلال، وكيف واجه الشعب المغربي الاستعمار ببسالة تحت القيادة الحكيمة للسلطان الشرعي للبلاد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. وقد استعرض التحديات التي زادت المقاومة إصرارًا، بدءًا من نفي الملك وصولًا إلى تحقيق الاستقلال المنشود، في ملحمة وطنية تجسد أسمى معاني التضحية والوحدة.
ثم تناولت الكلمة الأستاذة ثريا القشقاش: عضو المجلس، التي حملت طابعًا تأمليًا عميقًا حول الدلالات والعبر المستخلصة من هذه الوثيقة التاريخية.
فتحدثت عن أهمية الوحدة الوطنية وانعكاساتها الإيجابية على المغرب، مع إبراز الحنكة السياسية للملك محمد الخامس رحمه الله، الذي قاد بحكمة السفينة إلى بر الأمان مستعرضة بعض الدلالات السامية لهذه المرحلة، منها:
– استحضار أمجاد التاريخ المغربي العريق.
– التأكيد على دور أمير المؤمنين والعلماء في توحيد الصفوف.
– توثيق اجتماع كلمة الأمة المغربية، من خلال ذكر نماذج لشعراء وعلماء ذادوا عن الوطن بقلمهم ولسانهم.
– أهمية الحفاظ على المكتسبات الوطنية وصونها للأجيال القادمة.
أما الأستاذة نزيهة مصباح: عضو المجلس، فقد تناولت جانبًا مشرقًا من تاريخ النضال المغربي، مسلطة الضوء على دور الأبطال والمجاهدين، مع إيلاء اهتمام خاص لدور المرأة المغربية في مقاومة المستعمر. أبدعت في استحضار نماذج نسائية لامعة مثل المجاهدة رحمة حموش وفاطمة زايد (المعروفة بفاما)، اللواتي قدمن أرواحهن وطاقاتهن لنيل الحرية، سواء من خلال تسريب الأسلحة أو قرض شعر الزجل الذي كان وسيلة نضال فريدة تعبر عن آمال الشعب.
كان هذا اللقاء مناسبة لاستذكار بطولات الأمس، واستلهام قيم الوحدة والصمود التي أضاءت درب المغرب نحو الحرية والاستقلال. وقد اختتمت الندوة بالدعاء الصادق لأمير المؤمنين محمد السادس، سائلين الله أن يوفق قيادته الرشيدة ويحفظ الوطن في أمن وأمان.